خبير دولي للجزيرة نت: هذا ثمن كورونا وحرب النفط على الاقتصاد العالمي
الجزيرة نت-لندن
في هذا الحوار يقدم الخبير الاقتصادي الدولي السابق في مؤسسة "غولد مان ساكس" إسماعيل الكنوني تفسيره لما يحدث في أسواق المال والنفط من انهيار غير مسبوق، ويتحدث عن توقعاته لتأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي، وخلفيات صراع الأسعار بين روسيا والسعودية في سوق النفط.
- نحن أمام وضع استثنائي جاء من خارج الأسواق المالية، والناس غير قادرين على قياسه.
- حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا هي معركة "خاسر-خاسر" لأنه لا أحد مستفيد من هذا الوضع.
- النتيجة المباشرة لمعركة الأسعار ستقع على المنتجين الأميركيين.
- سوق السندات الأميركية سيعاني من أزمة حقيقية.
- الوضع العالمي الحالي قد يؤدي إلى أزمة حقيقية، وحلها قد يتطلب سنة إلى سنتين.

العامل الثاني: طبيعة السوق المالي العالمي الذي لا يتحمل الخوف والشك، ويشتغل بمنطق "نبيع الآن ونطرح الأسئلة فيما بعد"، ونحن الآن أمام وضع استثنائي جاء من خارج الأسواق المالية، والناس غير قادرين على قياسه، لأنه لحد الآن لا نعرف حجم الخسائر التي سيتسبب فيها فيروس كورونا، ولا عدد الناس الذين سيعانون منه.
أما العامل الثالث فهو ما يحدث في سوق النفط وانخفاض أسعاره الذي كنا سننظر إليه كشيء إيجابي بالنسبة للمستهلك قبل ستة أشهر.
لكن الآن الوضع يختلف، لأن هناك تراجعا في الطلب على النفط لكون هناك توقف عن السفر، كما أن الشركات الصناعية سيتراجع نشاطها وبالتالي حجم الحاجة للنفط سيهوي، وهذا يعني أن انخفاض الأسعار لن يلعب دورا محفزا لزيادة الطلب النفطية

ولهذا سيتساءل الناس: إذا كانت هذه الشركات تبيع بالخسارة فهل ستكون قادرة على سداد ديونها، مما سيؤدي إلى أزمة في سوق السندات، خصوصا في قطاع الطاقة الأميركي.
وما نعرفه أن مثل هذه الأزمات يكون لها مفعول العدوى على قطاعات اقتصادية أخرى، خصوصا لو بدأ المستثمرون في سحب أموالهم من سوق السندات.

وعندما واصلت روسيا سياستها انخفضت أسعار النفط، فما كان من السعودية -التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط- إلا أن دخلت في معركة "خاسر-خاسر" لأنه لا أحد مستفيد من هذا الوضع.


وللإشارة، لا نتحدث عن شركات النفط العملاقة -مثل "شل" أو "إكسون موبيل"- لأن لديها إمكانيات مالية تساعدها على الصمود، حيث سيكون الضرر محدودا بالنسبة لها، أما أكبر ضحية فهي الشركات الصغرى والمتوسطة العاملة في المجال النفطي بالولايات المتحدة.
فهناك احتمال أن يسحب المستثمرون أموالهم من سوق السندات وسيقومون ببيعها، وهو ما سيؤدي إلى ضغط أكبر على السوق المالي وإثارة حالة من الشك.

هذه التوقعات تفيد بأن ما يحدث حاليا لن يتم حله أو تجاوزه خلال أسبوع أو أسبوعين، ولكن نحن نعيش في مرحلة ستتطلب سنة إلى سنتين من أجل تجاوزها، مع الكثير من التخطيط والدعم، حتى يكون العالم قادرا على جعل نتائج هذه الأزمة خلف ظهره.

وفي الولايات المتحدة فإن الخلافات بين وزارة الصحة ومديرية الأوبئة أدت لتأخير في تشخيص الحالات، ولم نخرج من حالة التقليل من هذا الوباء، وبالتالي فإن الوظائف ومناصب الشغل سيتم فقدانها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق